Subscribe to Wordpress Themes Demo
جرائـم الإغتيـال,, - أبراهام لينكون-




ولد السادس عشر للولايات المتحدة الأمريكية أبراهام لينكون بولاية كنتاكي في الثاني عشر من فبراير لعام 1809لأسرة فقيرة فكان أبويه مزارعين فلم يحصل أبراهام على تعليم رسمي إلا أنه تمكن من تكوين ثقافة عالية من جراء قراءته الكثيفة لأمهات الكتب الغربية ويعد من أهم رؤساء الولايات المتحدة على الإطلاق إذ قامت في عهده الحرب الأهلية الأمريكية بعد انفصال إحدى عشر ولاية وإعلانها تكوين دولة مستقلة سميت الولايات الكونفدرالية الأمريكية فتمكن لينكون من إعادتها إلى الحكم المركزي بقوة السلاح كما كان صاحب قرار إلغاء الرق عام 1863,,


انضم للحزب الجمهوري عام 1854 بعدما كان حزبه القديم حزب الويكـ يلفظ أنفاسه الأخيرة وفي عام 1858 حصل على ترشيح الحزب الجمهوري لخوض انتخابات مجلس الشيوخ لتمثيل ولاية إلينوي بعدما اشتهر بخطبه النارية ضد ما أسماه القوة العبودية وعلى الرغم من الشهرة التي حاز عليها في الانتخابات وارتفاع شعبيته في أوساط الجمهوريين في الشمال إلا أنه خسر الانتخابات أمام مرشح الحزب الديمقراطي,,



أدت شهرة أبراهام إلى ترشيحه لخوض الانتخابات الرئاسية كمرشح للحزب الجمهوري بعد أن اعتبره الحزب مرشحا معتدلا في مناهضته للعبودية وفي نفس الوقت مستعداً للوصول إلى تفاهم مع ولايات الجنوب وفي السادس من نوفمبر عام 1860 أجريت الانتخابات الرئاسية وعلى الرغم من عدم حصول لينكون على أكثر من 40% من أصوات الناخبين وعلى الرغم أيضاً من الانعدام الشبه كامل للأصوات المؤيدة له في ولايات الجنوب إلا انه نال منصب الرئاسة بسبب انقسام الأصوات الأخرى بين اثنين من المرشحين آخرين فصار لينكون بذلكـ أول رئيس للولايات المتحدة من الحزب الجمهوري الذي لا يزال يلقب بحزب لينكون إلى اليوم



ما إن تم إعلان فوزه حتى أعلنتولاية ساوث كارولينا انفصالها واتبعها في ذلكـ ست ولايات أخرى في أقصى الجنوب هي فلوريدا وجورجيا وألاباما وميسيسيبي وتكساس ولويزيانا وكونت الولايات السبع دولة جديدة سمتها الولايات الكونفدرالية الأمريكية أما الولايات الثمانية الأخرى التي كانت تسمح بالرق فقررت البقاء ضمن الدولة الاتحادية ريثما تتضح مواقف لينكون إلا أنها أصرت على عدم السماح للقوات الفيدرالية بغزو الولايات المنفصلـة عن طريق أراضيهـا,,



لم يتمكن لينكون من القيام بردة فعل تجاه الانفصال قبل 23 فبراير من عام 1861 حينما تسلم مهام الرئيس بشكل رسمي وقد اضطر إلى الذهاب إلى منصة التتويج متنكراً خوفاً من الاغتيال وبعد انتهاء مراسم التتويج ألقى خطاب تسلم الرئاسة فأوضح فيه رأيه اتجاه الانفصال والعبودية ولكن قوات الجنوب قامت بإطلاق النار على قلعة سمتر بعدما أصر لينكون على ديمومة الوحدة معلناً أنه لن يتنازل عن حق الحكومة في جباية التعريفة الجمركية على صادرات الجنوب
مما جعلها الشرارة الأولى الرسمية للحرب الأهلية الأمريكية فطالب لينكون بعد ذلـكـ مباشرة إرسال ما لديها من قوات للشروع في إخضاع الولايات المنفصلة فأعلنت أربع ولايات جنوبية انفصالها وانضمامها إلى كونفدرالية الجنوب

وكانت هذه الولايات هي فيرجينيا وتينيسي ونورث كارولينا و أركنسو وقد كان لينكون واثقاً من الانتصار في فترة قصيرة ونظراً لكثرة عدد السكان و لفارق الإمكانيات المادية بين الشمال والجنوب ولكن الحرب استمرت شهوراً طويلة حصلت فيها أعنف المعاركـ في التاريخ الأمريكي,,



ذلكـ يرجع لتعيين لنكون الجنرال ماكلينن قائداً عاماً لقواته في الحرب الذي كان محافظاً في إستراتيجيته بينما كان الجنوب يضم في صفوفه العديد من الضباط المتمرسين ذوي الخبرة من الحرب المكسيكية فقام لينكون بإقالة ماكلينن من منصبه في مارس عام 1862 وعين بدلاً منه يوليس جرانت الذي كانت إستراتيجيته تعتمد على استغلال الثروة البشرية والاقتصادية للشمال في إنهاكـ الجنوب الأقل ثروة وإن تطلب الأمر ذلـكـ معاركـ دامية وآلاف الخسائر البشرية فازدادت المظاهرات ضد الحرب



إلا أن لينكون لم ينثن عن مواصلة القتال وخاصة أن إستراتيجيته كانت قد بدأت بإيتاء ثمارها وتحقيق انتصارات متلاحقة أدت إلى إضعاف قوى المعارضة في الشمال بشكل كبير ففاز لينكون بالانتخابات الرئاسية لعام 1864فوزاً ساحقاً وبعدها بأشهر قليلة في التاسـع من أبريل عام 1865 بالتحديد استسلم عدد كبير من الضباط الجنوبيين فانتهت فعلياً الحرب الأهليــة الأمريكية بعد مقتل600,000 من الطرفين وجرح عدد كبير وخسائر مادية ضخمة في المدن التي أضرمت في كثير من النار 




وبالرغم من أن أبراهام كان يميل إلى اتخاذ سياسة مرنة ومتسامحاً نسبياً مع والولايات المهزومة
إلا أنه في الرابع عشر من أبريل عام 1865 وبعد أيام من استسلام الجنوب حضر لنكون مع زوجته عرضاً مسرحياً في ولاية ميريلاند
وكان يقوم بالتمثيل فيها مجموعة من المتعاطفين مع قضية الانفصال فقام أحد الممثلين ويدعى جون ويلكس بإخراج مسدسه وإطلاق النار على رأس الرئيس لينكون فأرداه قتيلاً وخلفه في الرئاسة نائبه أندرو جونسون,,




من المعروف في أمريكا المعاصرة أن لينكون يعد أعظم الذي تولوا الرئاسة إن لم بكن أعظمهم على الإطلاق حيث يكاد يجمع كل من الديمقراطيين والجمهوريين أنه بمثابة المؤسس الثاني للولايات المتحدة الأمريكية

بالرغم من انتقاده من بعض المحافظين الذين اختلفوا في شرعية مبدأ الحرب الشاملة وما فيها من استهداف للمدنيين والمرافق المدنية وجعلها إستراتيجية مقبولة في الحروب ولكن الشعب الأمريكي يعتبره المعلم البارز الذي قضى على الرق,,

0 التعليقات:

إرسال تعليق